كيف أصبحت مراقباً لدى دليل ميشلان؟
بدأت مسيرتي المهنية في قطاع المطاعم والفنادق، على غرار زملائي، وتحديداً في مجال المطاعم والخدمات. فقد عملت في عددٍ من المطاعم الحائزة على نجوم ميشلان. وبطبيعة الحال، أثار دليل ميشلان اهتمامي. وسرعان ما أدركت أنني أريد الانضمام إلى فريقه! فقدّمت طلباً بدون دعوة وبعد اجتياز عملية التوظيف، انضممت إلى الدليل في سنّ الثلاثين.
هل كان العمل كمراقب دليل ميشلان أحد طموحاتك وحلماً من أحلام طفولتك؟
اعتزمت أن أصبح مراقباً لدى دليل ميشلان يوماً ما منذ أن كنت متدرباً في مطعم حائز على نجمتين في مطلع مسيرتي المهنية. فلطالما اعتبرت دليل ميشلان محطّ احترام وتقدير. وبما أنّه ارتقى إلى مصاف العالمية عندما كنت لا أزال طالباً، أدركت أنّ هذه الوظيفة ستروي عطشي للسفر وتُشبع رغبتي في تناول أشهى الأطباق. فبدا لي العمل في الولايات المتحدة ومختلف البلدان حول العالم احتمالاً شيّقاً.
هل صحيح أنك تتناول الطعام في المطاعم الحائزة على نجوم ميشلان حصراً؟
كلا، هذه ليست الحالة. تضم الولايات المتحدة ثلاثة عشر مطعماً مصنّفاً من فئة الثلاث نجوم، ولكنّنا لا نجرّب الأطباق في هذه المطاعم حصراً، بل نتناول الطعام في مختلف الوجهات، بدءاً من النُزل القروية وصولاً إلى المطاعم في أرقى الفنادق، بحثاً عن أفضل الأماكن التي تقدّم أطباقاً مستوحاة من مطابخ متعدّدة ضمن هوامش أسعار مختلفة. تخبّئ الكثير من الوجهات مفاجآت رائعة لضيوفها، حتى المطاعم المتواضعة منها. ولا بُدّ لي من الاعتراف بأنني أستمتع بتجربة وجهات جديدة كل يوم وبإعادة تقييم المطاعم المُدرجة في الدليل أصلاً.
كيف يمضي المراقب يومه؟
نحن نقيّم وجبتَين، إحداهما عند الغداء والثانية عند العشاء، ونُعدّ تقريراً كتابياً عنهما. كما نجري أبحاثاً ميدانية مكثّفة، لأنّ عملنا ينطوي على مراقبة ساحة المأكولات والمشروبات واستكشاف السوق بكافة جوانبه. أخيراً، عندما نكون في المكتب، نجري محادثات مع زملائنا المفتّشين وفِرق التحرير لتقديم موجز عن جولاتنا الممتدة على أسابيع، ونحضّر لرحلاتنا المستقبلية. أما أنا على صعيد شخصي، فأستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة لتتبع الوجهات الجديدة والتخطيط لجولاتي.
ألا تشعر بالوحدة أثناء مزاولة هذه المهنة؟
صحيح أنّ الجولات الممتدة على أسابيع غالباً ما تسودها الوحدة. فعندما أقود في أنحاء الولايات المتحدة أو في الخارج، أكون وحدي في السيارة. وعندما أتوجّه إلى المطعم، عادةً ما أكون لوحدي أيضاً. ولكن في بعض الأحيان، يجتمع المراقبون لتناول الطعام معاً في بعض الوجهات ومشاركة ملاحظاتهم. وعلى الرغم من أنّ كل مراقب يزاول عمله بمفرده في الغالب، لا يكون معزولاً أبداً! فكافة المطاعم المُدرجة في الدليل هي نتيجة قرارات جماعية، لذلك ينطوي عملنا على الكثير من التعاون والتنسيق. ونحن نجمع خبراتنا الفردية لصالح هدف جماعي.
ما هو أكثر جانب يعجبك في عملك؟
ينطوي عملي كمراقب على التواصل مع القيّمين على قطاع المطاعم والفنادق بشكلٍ يومي، وهذا ما كان يستهويني قبل الانضمام إلى دليل ميشلان. كما أعشق السفر، مما يتيح لي أن أعمل بشغف كل يومٍ من دون التقيّد بروتين محدّد. زِد على ذلك الجانب الإنساني في وظيفتنا، بحيث نبحث عن أصحاب المواهب الذين يتمتّعون بدرجة عالية من المهارة الحِرفية ويعشقون مهنتهم. لا شيء يثلج قلب المفتّش بقدر العثور على المطعم المناسب في الوقت المناسب - وهذا ما يزيد هذه الوظيفة تشويقاً!
وأخيراً، أجِد متعةً كبيرة في تناول وجبة جديدة كل مرّة، وهذا أمر أساسي! فأنا أدرك أنّني محظوظ جداً لأنه يتسنّى لي تذوق أطباق شهية في مختلف أنواع المطاعم. وصحيح أنّ هذه الوظيفة تتطلب بعض التضحيات على صعيد العائلة وعلى الصعيد الشخصي، إلا أنّها تخوّلني الجمع بين خبرتي الواسعة في قطاع المطاعم والفنادق، وتعطّشي لتجربة أشياء جديدة، ورغبتي في تناول أطباق شهية.
هل تحمل معك هدايا تذكارية من جولاتك؟
بالتأكيد! فصندوق سيارتي أشبه بثلاجة وحجرة مؤن. أحب أن أحمل معي منتجات تعكس المناطق التي أزورها. فأنا أغتنم الفرصة عندما أقابل حِرفيين محليين، وصانعي مشروبات العنب، وحلوانيين، وصانعي أجبان، لأشتري هدايا تذكارية مميزة وأحمّلها في سيارتي.