خلافاً للاعتقادات الشائعة، لا يقتصر دليل ميشلان على المطاعم التي تقدّم تجارب طعام فاخرة وباهظة الثمن فحسب، بل يشمل الاستراحات القروية والمطاعم الصغيرة العصرية وأكشاك الطعام في الشوارع، فيقدّم خيارات تلائم شتّى المناسبات ومختلف الأذواق والميزانيات.
تستعرض جائزة بيب جورماند منذ العام 1997، أفضل المطاعم التي توفّر قيمة عالية لقاء السعر إذ تقدّم وجبة مؤلفة من ثلاثة أطباق مقابل أسعار مدروسة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحد الأقصى للسعر الذي تتم مراعاته لمنح جائزة بيب جورماند يختلف من بلد إلى آخر بحسب كلفة المعيشة، بيد أنّ المراقبين يبحثون عن الجودة العالية نفسهما حيثما كانوا حول العالم.
ما مِن معادلة محددة يجب على المطعم الالتزام بها للحصول على جائزة بيب جورماند ، إذ لا يشبه أي مطعم سواه وقد تختلف المطاعم بشكلٍ كبير من مكان إلى آخر.فمثلاً، يقدّم مطعم هوبرز في لندن أطباقاً زاخرة بالتوابل ومفعمة بالحيوية من وحي مطبخ جنوب الهند وسريلانكا، ومنها فطيرة البيض الرقيقة (هوبر) وطبق الدوسا. أما مطعم ñ في لاهاي، فيقدّم قائمة طعام شهية تشمل المأكولات البحرية الطازجة وطبق الفلفل الحار والأطباق المُقدّمة مع صلصات مبتكرة، فضلاً عن تشكيلة ممتازة من الأجبان واللحوم الباردة. وفي مطعم إيدوسوبا هوسوكاوا في طوكيو، تُعتبر نودلز سوبا متعةً للذوّاقة.
إنّ القاسم المشترك بين المطاعم الحائزة على جائزة بيب جورماند هو أسلوبها البسيط في الطهي ومأكولاتها الشهية التي يسهل تناولها. فكل ضيف يغادرها يغمره شعور بالسعادة والرضا بعد أن يكون قد تلذّذ بأطباق رائعة مقابل أسعار معقولة.
صحيح أنّ جائزة بيب جورماند لا تتمتّع بالشهرة نفسها مثل نجمة ميشلان، إلا أنّها تلقى استحساناً واسعاً في صفوف متابعينا، بحيث يبذل المراقبون لدينا الجهود نفسها للبحث عن هذه المطاعم. وتثبت هذه الجائزة التي تركّز على القيمة العالية لقاء المال أنّه ليس من الضروري دفع مبالغ طائلة لتناول مأكولات ممتازة!
يُشكّل المراقبون عماد دليل ميشلان منذ العام 1933 وجزءاً لا يتجزأ من هويته الفريدة. فلولاهم، لما كان من الممكن اختيار المطاعم المُدرجة فيه. سنكشف النقاب في ما يلي عن أسرار هذه الوظيفة التي أبهرت الكثيرين وأثارت فضولهم...
موظّفون سرّيون ينطلقون كل يوم بحثاً عن أفضل المطاعم في العالم... إنّهم المراقبون لدى دليل ميشلان. يفصح لنا أحد هؤلاء المراقبين عن الحقائق المجرّدة حول هذه الوظيفة الفريدة.